/ الفَائِدَةُ : (8) /
05/06/2025
/ الفَائِدَةُ : (8) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / منهج أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ تحكيم العقل / إِنَّ دأَب سيد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وخصائصهم الملحوظة حينما يواجهون الشبهات والْأسْئِلَة وإِنْ كانت في عمق جذور الدِّين : لا يبادرون بالهجوم أَو قتل أَو ضَّرب أَو تكفير الطرف ، بل بتحكيم العقل . ودليل العقل وعلامته : الْعِلْمُ ، والتَّفكر ، والحوار. وهذا بخلاف ما عليه الطرف الآخر ـ كالمستولي الأَوَّل وَالثَّاني وَالثَّالث وَمَنْ جرى على شاكلتهم ـ ؛ فإِنَّ المنقول عنهم في كُتُبِ التَّأْرِيخِ والسِّيَرِ : أَنَّهم إِذا واجهوا بأسْئِلَةٍ ذات ورطات عِلْمِيَّة يُبادرون إلى القتل ، أَو التَّكفير ، أَو الضَّرب ، أَو الْاِتِّهَام بالزندقة ، أَو الإِخراج من المسجد وما شاكل ذلك . وخير دليل على ذلك : حروب الرِّدَّة ، فنسبوا اليهم الارتداد مع أَنَّهم مُسلمون ولم ينحرفوا عن جادة الطريق وصراط الله المستقيم . والمنهج الأَوَّل قوي النفوذ والإِنتشار بسبب تلك اللُّغة الوحيانيَّة العقليَّة المنتهجة ، بخلاف المنهج الآخر. وعصارة القول : أَنَّ دليل العقل هو التَّفكر والحوار ، ودليل القوَّة الغضبيَّة والشهويَّة هو البطش والقتل والحِدَّة والسطوة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ